المواقع الصديقة

mardi 6 décembre 2011

رسالة من ماريو مونتي إلى عبد الإله بنكيران

رسالة من ماريو مونتي إلى عبد الإله بنكيران


أحمد ردسي
الأحداث المغربية : 06 - 12 - 2011
قد يكون في الأمر بعض التعسف في ربط ما قام به رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي وبين ما هو منتظر من رئيس الحكومة المرتقبة عبد الإله بنكيران، لكن الرسالة قد تجد سبيلها بطريقة مباشرة أو غيرمباشرة إلى صندوق بريد بنكيران السياسي وهو يجري المشاورات والمفاوضات مع مختلف الأحزاب من أجل تشكيل الفريق الحكومي.
الرسالة مفادها أن ماريو مونتي أستاذ الاقتصاد والمفوض الأوروبي السابق والذي قدم خطة تقشفية من أجل إخراج إيطاليا من ورطتها الاقتصادية قد بدأ التقشف مع نفسه قبل باقي الإيطاليين حيث أعلن عن تخليه عن أجره كرئيس وزراء إيطاليا.
قد لا يطلب المغاربة من بنكيران أن يفعل نفس الفعل بالضبط، فقد تكون للرجل مصاريف لامداخيل له غير أجرته لتغطيتها. لكن درس التقشف الإيطالي قد يكون مفيدا سياسيا ومعنويا للحكومة المقبلة.
وقد يكون أول طريق للسير على هذا المنوال التقشف في الوزراء، وعدم تجاوز الحكومة لسقف الخمسة وعشرين وزيرا وهو سقف كان قد أعلن بنكيران مؤخرا أن العديد من الأحزاب تتوافق عليه،
لكن الأمر لا يقف عند هذا الباب، بل يطرق أبوابا أخرى، تخص مصاريف يمكن التخفيض منها، لصالح مشاريع أكثر نفعا للمغاربة بدل أن تهدر في «فخفخة» خاوية في بلد يعاني من كثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
ولعل قضية سيارة «الأودي» الفاخرة التي كان يكتريها وزير الشباب والرياضة السابق بملايين السنتيمات على حساب الدولة غير بعيدة عن ذاكرة المغاربة كأسوأ مثال عن هذه «الفخفخة» والرسالة المباشرة أو غير المباشرة في مقام التقشف الإيطالي المغربي، أن المغاربة لا ينظرون بعين الرضا لوزراء سابقين أو منتظرين بسيارات فاخرة ومصاريف باهظة تكلف خزينة الدولة الملايين التي هم في أمس الحاجة إليها في زمن الأزمة الخانقة التي تعصف بأغنى الدول، فما بالك بالدول المسماة نامية أو سائرة في طريق النمو والتي يصنف البعض المغرب ضمنها.
هذه رسالة قصيرة غير مباشرة، عابرة للمتوسط من رئيس وزراء إيطالي إلى رئيس الحكومة المغربية الجديد، قد يعمل ببعض منها وقد تترك جانبا لكنها تبقى غنية بالإشارات وبالمعاني السياسية.
محلوظة : إلى جانب ما قام به ماريو مونتي كان لافتا للانتباه، في تقديم خطة التقشف الإيطالية، الدموع التي سالت على خدي وزيرة الشؤون الاجتماعية إلزا فورنيرو لقساوة التدابير التقشفية.
بعثة الأحداث المغربية/ احمد الدافري/ محمد موقس/عدسة عبد اللطيف القراشي

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire