المواقع الصديقة

lundi 19 décembre 2011

تفاصيل قتل دركي لرئيسه بالشاون

تفاصيل قتل دركي لرئيسه بالشاون



حياة البدري
الأحداث المغربية : 19 - 12 - 2011
مازال سر إطلاق الرصاص بسرية الدرك الملكي بشفشاون، زوال يوم الجمعة الماضي، غير واضح في ظل غياب بلاغ رسمي بهذا الخصوص، وتداول الكثير من المصادر لأسباب مختلفة، لكنها تصب كلها في اتجاه واحد «خلافات خاصة» بين الطرفين. دركي لم يمض على عمله بهذا الجهاز سوى ثلاث سنوات، تفلت الأمور من يديه ويطير عقله في لحظة، ليتحول إلى وحش كاسر، وهو يخرج مسدسه ويبدأ في إطلاق النار على رئيسه المباشر، نائب رئيس السرية بقلب مدينة شفشاون.
صوت الرصاص يطلق داخل سرية الدرك، جلب الأسماع وجلب معه العشرات من المتجمهرين على مشارف المكتب. «ماذا حدث؟».. «شكون اللي طلق القرطاس؟».. «واش مات شي واحد؟»… أسئلة وغيرها تداولها المتجمهرون فيما بينهم، قبل أن يخرج الخبر من بين تلك الأسوار ليتأكد أن الأمر يتعلق ب«تصفية حسابات» بين دركي ورئيسه «لاجودان»، حيث لم يتمالك مصطفى الناصري أعصابه، ليطلق كل الرصاصات من مسدسه.
الرصاصات السبع توزعت بين جسم آيت عمر محمد نائب رئيس السرية، والرئيس المباشر لمصطفى حيث كان نصيبه أربع رصاصات توزعت بين رأسه وصدره، فيما الرصاصات الثلاث الأخرى أفناها في حائط مركز الدرك، لينهي موجة الغضب التي اعترته وهو يطلق النار بشراسة من مسدسه. فاجأ ما حدث باقي الدركيين، الذين فضلوا حماية أنفسهم في البداية قبل أن يتحوطوا بزميلهم الذي لم يبد أي مقاومة أو محاولة للفرار.
«الحكرة هادي» كلمة رددها مصطفى عشرات المرات، بعد أن وضع مسدسه وعاد ليجلس على كرسيه المتهالك بالمركز. وضع رأسه بين يديه وبقي يردد تلك العبارة قبل أن يهدئ زملاؤه من روعه، «الحكرة» كانت سر ما حدث على ما يبدو، لكن السؤال الذي بقي يطرح على مدار الأيام الماضية، بل مازال يطرح بقوة من لدن المتتبعين والرأي العام الوطني، الذي بدأ يتبع القضية عن قرب ويهتم بها أكثر من اللازم، بل تعددت تعليقاته وتأويلاته لما حدث، بعضها أقرب إلى لصواب وبعضها قد يكون بعيدا.
بلاغ الدرك الملكي ربط ذلك ب«شجار بين دركيين» فقط، لكن لم يذكر سبب هذا الشجار بين دركي ومسؤوله المباشر، بعض من كانوا قريبين من الحادث، أكدوا أنهم سمعوا قبيل إطلاق الرصاص أصواتا تتعالى، وسباب وتبادل للشتم بين الطرفين، وصل حد الكلمات النابية وتبادل العبارات القدحية بشكل مستفز. وكان الدركي القاتل يردد خلال ذلك جملته التي بقي يرددها لاحقا، وهو يقول: «هادي الحكرة»، في رد على ما كان يتلقاه من معاملة سيئة من لدن مسؤوله، حسب عدد من الشهادات التي استقتها الجريدة من جهات متفرقة.
بقي الوضع على ما هو عليه، لبعض لحظات قبل أن يتم اعتقال الدركي القاتل ونقل المصاب إلى المستشفى، والذي كان قد فارق الحياة في حينه. لم تمض سوى دقائق معدودة، حتى كانت لجنة مركزية تابعة للقيادة العليا للدرك الملكي قد حلت بعين المكان، على متن طائرة هليكوبتر، مرفوقين بعناصر من «ب.ج» التابعة للدرك الملكي وهي بمثابة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بالنسبة للمديرية العامة للأمن الوطني، وذلك بهدف مباشرة التحريات والتحقيقات بهذا الخصوص.
أغلق المركز كليا في وجه الداخلين والخارجين على حد سواء، وأبعد الصحفيون والمتطفلون كليا عن مكان الحادث، وأقفلت الأبواب والنوافذ وأعطيت تعليمات صارمة بعدم تسريب أي معلومة بخصوص ما وقع، حيث تم الاستماع إلى المعني من طرف بعض المسؤولين دون تدوين المحضر، قبل أن يتم مباشرة التحقيق بشكل رسمي، ويبدو أن المعني قد أدلى بتصريحات خطيرة جدا لمسؤوليه، سيكون لها الوقع الكبير في حال دونت بشكل رسمي في تلك المحاضر.
مصدر عليم جدا قال للجريدة إن الدركي مصطفى يعرف «دهاليز وكواليس» العمل بهذا المركز، ولن يتوانى في الكشف عن الكثير من الأسرار، وربما توريط آخرين غير الدركي القتيل الذي لم يكن قتله فقط بسبب «لحظة غضب عابرة» كما قال الكثيرون.
ارتباطا بذلك، كانت القيادة العليا للدرك الملكي، قد تكلفت بنقل جثمان الهالك أيت عمر محمد إلى مسقط رأسه بمدينة مراكش، حيث ووري جثمانه الثرى هناك. وهو ابن مراكش يشتغل منذ سنوات بمدينة شفشاون، وأب لطفلين في مقتبل العمر.. فيما مالزال الدركي القاتل عازبا وجديدا في المهنة، والذي بوشر التحقيق معه بشكل رسمي حيث تنتظر إحالته على النيابة العامة التي ستقرر إحالته أيضا على المحكمة العسكرية في الغالب لخصوصية هذا الجهاز.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire