المواقع الصديقة

mardi 17 janvier 2012

حدث رياضي يعيد الروح للحدود المغربية الجزائرية

حدث رياضي يعيد الروح للحدود المغربية الجزائرية 

محمد الروحليبيان اليوم : 17 - 01 - 2012

طواف المغرب لسباق الدراجات لسنة 2012 يمر عبر الأراضي الجزائرية، خبر عادي في صيغته، لكنه استثنائي في مدلوله وأبعاده، والأكيد أن كل متتبع لمسار العلاقات المغربية والجزائرية، وما تشهده من مد وجزر، يعطي للحدث أهمية خاصة، ويضعه ضمن خانة المؤشرات الدالة على انفراج قريب في علاقة البلدين الجارين الشقيقين.
وبالرغم من الرمزية التي تحملها هذه المبادرة التي تحسب للجامعة الملكية المغربية للدراجات، فإنها تعد بالفعل حدثا تاريخيا، بعد موافقة السلطات الجزائرية على اقتراح إدخال مدينة مغنية ضمن البرنامج العام للطواف، ليعلن مؤقتا عن فتح حدود مغلقة منذ ما يقارب ثلاثة عقود، كحالة شاذة نتج عنها قطيعة ظالمة أثرت على الأرض والحجر والبشر.
يعرف طواف المغرب وكعادته كل سنة مشاركة دولية مهمة، بعد توصل إدارة الجامعة المغربية بطلب 56 دولة، سيتم الحسم في أمر مشاركته 16 دولة فقط، أبرزها فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، جنوب إفريقيا، إسبانيا، دون أن ننسى الجزائر التي تقدمت هي الأخرى بطلبها، وهو حضور دولي نوعي يعطى للحدث قيمة غير عادية.
وحسب برنامج الطواف الذي سينطلق يوم 23 مارس القادم وإلى غاية فاتح أبريل من هذه السنة، فإن عبور الأراضي الجزائرية سيكون خلال المرحلة الثالثة الرابطة بين كرسيف وجدة مغنية وجدة، ليعلن « رياضيا « عن إعادة الروح لحدود طالها الإغلاق منذ صيف سنة 1994، التاريخ الذي أتخذ فيه قرار الإغلاق بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدها فندق أطلس آسني بمدينة مراكش، لتتخذ السلطات الجزائرية هذا القرار الذي فرضته ظروف أمنية، مطية لإغلاق نهائي يستمر حتى اليوم.
ورغم كل النداءات والتدخلات الصادرة من طرف أكثر من جهة، ورغم الرغبة الرسمية التي عبر عنها المغرب في الكثير من المناسبات، إلا أن الرفض كان هو الجواب الوحيد الصادر عن السلطات الجزائرية التي تستند على تبريرات واهية، من أجل استمرار إغلاق ظالم لا يخدم إلا حفنة من الذين ألفوا المتاجرة بمآسي الشعوب.
وفي اتصال هاتفي بالأستاذ محمد بلماحي، قال رئيس الجامعة المغربية : « تأتي هذه المبادرة ضمن سياق رياضي محض، إلا أن الظروف العامة المحيطة بها، منحت لها أهمية خاصة، لتعلب الرياضة مرة أخرى دورها كمفتاح للصلح والتصالح كما حدث في الكثير من بقاع العالم، وعلى سبيل المثال لقاء تنس الطاولة بين أمريكا واليابان، واللقاء بين إيران وأمريكا في كرة القدم، وغيرها من الأمثلة الحية، التي جعلت الرياضة سفيرا فوق العادة يساهم في التقارب بين الشعوب، والمغرب والجزائر كما نعرف جميعا تجمعهما الكثير من الروابط المشتركة، بصفتهما بلدين شقيقين جارين عربيين مسلمين، ولا يمكن لهذه المبادرة الرياضية، إلا أن تؤدي دورها الإيجابي «.
هكذا تقول الرياضة كلمتها، وسيذكر التاريخ أن طواف المغرب لسنة 2012 ساهم في فتح حدود مغلقة منذ 17 سنة، انطلاقا من إيمان عميق بمغرب عربي موحد، قوي، متكامل، يتحدث لغة الشعوب أولا وأخيرا...
 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire