المواقع الصديقة

mardi 13 mars 2012

تفكيك شبكة للنصب بالبيضاء

تفكيك شبكة للنصب بالبيضاء 
بايوسف عبد الغنيالأحداث المغربية : 13 - 03 - 2012                                                                              

كان جالسا مطأطئا رأسه صامتا، وفي قرارة نفسه يلعن الظروف والعطالة التي أوصلته إلى ماهو عليه. بين لحظة وأخرى، يشعل سيجارة يرشف منها بعض الرشفات ثم يلقي بها جانبا، وهو ينتظر دوره للولوج إلى مكتب التحقيق التابع لأمن البيضاء . مع طول لحظة الانتظار يحاول «جمال» أن يمحي من ذاكرته “شمتة” الثمانية ملايين سنتيم التي نصب عليه فيها والتي لم يوفرها إلا بجهد جهيد بعد بيع بعض أثاث منزلهم، لكن لحظتها مدها بيد ممدودة بعدما اعتبرها تهون مادامت ستخرجه من شرنقة البطالة التي أحكمت قبضتها عليه مدة ست سنوات بعد تخرجه من الكلية، وستمهد له الطريق للهجرة والإقامة في شمال أمريكا وبالضبط في كندا.
»جمال» هو واحد من 16 شخصا تم استدعاؤهم على عجل من قبل الأمن نهاية الأسبوع المنصرم، بعد شكايات كانوا قدموها منذ أسابيع تتعلق بتعرضهم لعملية نصب من قبل شبكة متخصصة في التهجير إلى الخارج .
استدعاء المشتكين للاستماع إليهم من جديد ومواجهتهم مع المتهمين، جاء مباشرة بعد تمكن المصالح الأمنية اعتمادا على المعطيات التي قدمها الضحايا من تفكيك الشبكة المتهمة بالنصب، والتي ظلت تنشط في العديد من المدن بما فيها البيضاء، وبلغ ضحاياها العشرات، نصبت عليهم مدعية قدرتها على مساعدتهم على الهجرة من خلال منحهم تأشيرات وعقود عمل وذلك مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 6و10 ملايين سنتيم. .
16 ضحية الذين تقدموا بشكايات إلى الأمن بعدما تعرضوا لعملية النصب وضاعت منهم “تحويشة العمر”، لم يكونوا الوحيدين، بل هناك كثيرون لم يتقدموا بعد بشكاياتهم، منهم العاطلون الحاملون لشهادات ومنهم الأميون، بل ومنهم وحسب اعترافات المتهمين في التحقيق، حتى الموظفون الذين ضاقت بهم السبل في وطنهم ورغبوا في الهجرة إلى أرض الله الواسعة لتوفير بعض من “وسخ الدنيا” بعدمافشلوا في توفيره في بلدهم وبين ظهراني أسرهم.
 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire